تحت عنوان ''شباب مصر الثوريين على الهامش''، كتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك يقول إن ''الجيش المصري تواطأ مع جماعة الإخوان المسلمين المكروهة''، فيما اعتبره فيسك ''خيانة للثورة''.
يضيف الكاتب البريطاني الذي قضى أكثر من ثلاثة عقود يغطي أحداث الشرق الأوسط أن ''مصر الجديدة تبدو شبيهة إلى حد ما بمصر القديمة رغم تطهيرها من مبارك وبعض ومعظم (ليس كل) أعوانه''، ملفتا النظر إلى أن الامتيازات الفاسدة للجيش (إسكان وتجمعات وبنوك.. إلخ) تم حفظها في مقابل السماح لذوي اللحى أن يشاركوه السلطة''.
وأشار فيسك - في مقاله المنشور يوم الثلاثاء بجريدة ''الإندبندنت'' البريطانية - إلى أن شباب ثورة مصر العلمانيين الذين حاربوا بلطجية مبارك في الشوارع من أجل تخليص أنفسهم من حكم الديكتاتور صاحب الـ 83 سنة، باتوا خارج الصورة الآن''. موضحا أن ''الصورة الآن رمادية، فالربيع العربي تحول إلى خريف سرمدي، فالأمل الوحيد للشباب المصري الذي طالب بكرامته في مقابل شجاعته هو رؤية الأسد الكبير (مبارك) خلف القضبان يوم الأربعاء، مشيرا إلى أن ذلك الأمر سيسبب ضجرا لبعض الأشخاص.
يتابع ''الأفق ليست بجيدة، فالشباب والأحزاب العلمانية ترتاب في أن الغد (الأربعاء) سيكون محاكمة ''مفتوحة'' ليوم واحد ثم تؤجل القضية ربما شهر أو اثنين حتى تُعطى الفرصة لرئيس الشلة (مبارك) أن يموت في سريره بشرم الشيخ التي سيعود إليها''، متوقعا أن يقول الجيش ''لكننا نحاكمه كما طالبتمونا''، وفي نفس الوقت يعقد المزيد من اللقاءات مع الإخوان المسلمين''، وفقا لفيسك.
يقول روبرت فيسك ''ليس المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وصديق مبارك هو من يدير العرض، فعلى سبيل المثال اللواء أركان حرب محمد العصار، عضو المجلس العسكري أخبر معهد السلام الأمريكي بواشنطن كيف أصبحت جماعة الإخوان المسلمين ناضجة ومرحة ومتعاونة، حيث قال ''يوم عن يوم يتغير الإخوان المسلمين ويصبحون أكثر اعتدالا''.
يتابع فيسك ''لكن الرهان هذا وهم. هم استولوا على ميدان التحرير الأسبوع الماضي (جمعة 29 يوليو) وطالبوا بأن يوضع الدستور الجديد وفق الشريعة (الإسلامية)، إلا أن طنطاوي والعصار وبقية أعضاء المجلس الذهبي سيفعلون أي شيء لتجنب التغيير الذي يصر عليه الثوار الحقيقيين''.
وختم الكاتب البريطاني مقالته قائلا ''بدلا من هدم النظام السابق كله، فإن الثوار ماضون إلى الإصلاح من الداخل، جنبا إلى جنب مع إصلاح الملتحين الذين كان وجودهم سببا كبيرا لأن يدعم الأمريكيين بقاء مبارك في موقعه، مشيرا إلى أن هؤلاء الملتحين قد يتحولون إلى تهديد مرة أخرى، وفي هذه الحالة ستعاود روح ''المباركية'' لمكانها مرة أخرى''.