تأسست حركة القومين العرب في نهاية القرن التاسع عشر في مواجهة الاستعمار العثماني للبلدان العربية وفرضها لسياسة التتريك في هذه البلدان وتحديداً عام 1891 عند تأسيس الجمعية العربية الفتاة في باريس والتي أسسها مجموعة من الطلاب العرب هناك وهم عوني عبد الهادي توفيق التميمي محمد البعلبكي محمد عزة دروزة جميل مردم بك. أول إرهاصات القومية العربية كانت في بلاد الشام بعد حملة محمد علي والتدخل الأوروبي الذي تبع ذلك. في البداية كانت مطالب القوميين العرب محدودة بالإصلاح داخل الدولة العثمانية، واستخدام أوسع للغة العربية في التعليم والإدارات المحلية، وإبقاء المجندين العرب في وقت السلم في خدمات محلية. طرأ تشدد على المطالب إثر ثورة عام 1908 في الآستانة وبرنامج التتريك الذي فرضته حكومة لجنة الوحدة والترقي (والمعروفة بتركيا الشابة). إلا أنه حتى ذلك الوقت فالقوميون العرب لم يمثلوا تيارا شعبيا يعتد به حتى في سوريا معقلها الأقوى آنذاك، بمعظم العرب كان ولاؤهم لدينهم أوطائفتهم أو قبيلتهم أو حكوماتهم المحلية. عقائد الجامعة العثمانية والرابطة الإسلامية كانا منافسين قويين للقومية العربية.
في عام 1913 اجتمع بعض المفكرين والسياسيين العرب في باريس في المؤتمر العربي الأول. وتوصلوا إلى قائمة من المطالب للحكم الذاتي داخل الدولة العثمانية. وطالبوا كذلك ألا يُطلب من المجندين العرب في الجيش العثماني أن يخدموا خارج أقاليمهم إلا في وقت الحرب.
تزايدت المشاعر القومية خلال انهيار السلطة العثمانية. القمع العنيف للجمعيات السرية في دمشق وبيروت من قبل جمال باشا وإعدامه الكثير من الوطنيين في عامي 1915 و 1916، ساعدا على تقوية المشاعر المضادة للأتراك. وفي نفس الوقت قام البريطانيون من جانبهم بتحريض حاكم مكة، الشريف حسين على الثورة العربية خلال الحرب العالمية الأولى. هُزم العثمانيون ودخلت القبائل العربية الموالية لفيصل، ابن الشريف حسين، دمشق عام 1918. حينها شهدت القومية العربية أول محاولاتها الفاشلة المتمثلة في إقامة المملكة العربية بقيادة الملك فيصل الأول.
ثم استمرت هذه الحركة إلا أنها هذه المرة كانت بمواجهة الاستعمار الإنجليزي والفرنسي للبلاد العربية التي تحررت من المستعمر التركي. وبعد سنوات من النضال استطاعت البلدان التحرر من الاستعمار الأوروبي لها. إلا أن المستعمر البريطاني قام بتنفيذ وعد بلفور وتمكين اليهود من أخذ أرض فلسين العربية وتأسيس كيان لهم علىأرضها.