نقلا عن المصري اليوم
لازالت أعمدة الدخان تتصاعد من مبنى المجمع العلمي بشارع قصر العيني إثر الحريق الذي نشب فيه الجمعة، فيما تتواصل الجهود لنقل الكتب والمخوطات النادرة إلى دار الكتب.
وقال الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة، إن 30 ألف كتاب ووثيقة ومخطوطة نادرة، من أصل 40 ألفًا يحتوي عليهم المجمع العلمي الذي احترق أثناء الاشتباكات المستمرة بين قوات الجيش المتظاهرين منذ يوم الجمعة، تم إنقاذها.
وكان متظاهرون دخلوا مساء السبت إلى مبنى المجمع لإنقاذ ما فيه من كتب ووثائق ومخطوطات نادرة، فيما كانت قوات من الجيش تلقي عليهم الحجارة، حسبما رصدت «المصري اليوم».
وأنقذ المتظاهرون عشرات الوثائق، إلى أن وصل فريق من وزراة الثقافة، وأنقذ بقية المخطوطات النادرة والكتب القديمة. ونقل الفريق كافة الكتب التي أنقذت إلى مبنى دار الكتب على كورنيش النيل.
وقال عبد الحميد لـ«المصري اليوم»، إن اللجنة شكلها مساء السبت لبحث لترميم الكتب والمخطوطات، ستبدأ عملها عندما «تسمح الظروف الأمنية».
ويحتوي المجمع على كتب دوريات ومجلات ووثائق ومخطوطات نادرة وإصدارات أخرى قديمة أثرية وذات قيمة عالية
وأفاد شاكر أن المجمع، والكتب والمخطوطات الموجودة بداخله، لا يتبع وزارة الثقافة، بل تتبع هيئات علمية مستقلة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، لكنه تلقى تعليمات وتكليفات من الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزارء بتشكيل لجنة لبحث تداعيات الأزمة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وقال شاكر إن وزارة الثقافة أرسلت فريقا من الشباب والخبراء إلى مقر المجمع بمجلس الوزارء، لإنقاذ ما تبقى من الكتب، وفريقًا آخر، من الخبراء في في ترميم الكتب، إلى دار الكتب، لفحص ما أنقذه المتظاهرون حتى الآن، وذلك بالتنسيق مع الدكتور عبد الواحد النبوي رئيس دار الوثائق، وبالتعاون مع وزارة الآثار وأكاديمية البحث العلمي.
من جانبه قال الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إن المجمع العلمي كهيئة لا تتبع وزارة الاثار ولكن المبنى نفسه يتبع الوزارة كمبنى أثري، لافتاً إلى أن هذا المبنى مسجل منذ عام 1995 ضمن المباني الأثرية.
وتأسس المجمع العلمي عام 1789 بأوامر من نابليون بونابرت، وانتقل إلى مقره الحالي الذي احترق في الاشتباكات الأخيرة عام 1919.
وقال إبراهيم ان اللجنة التي شكلها وزير الثقافة لبحث آثار الكارثة، برئاسة رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، لم تتمكن من دخول مبنى المجمع العلمي بسبب طلقات النار الموجودة بهذه المنطقة.
ومع ذلك تم نقل عدد كبير من الكتب التي تم انقاذها محملة على 6 سيارات إلى دار الكتب، تمهيداً لفرزها وترميمها، لافتاً إلى أن هناك آلاف الكتب القيمة والنادرة والأثرية احترقت في الكارثة، اهمها النسخة الأصلية من «وصف مصر».
وأضاف إبراهيم أن الدكتور محمد الشرنوبي، أمين عام المجمع العلمي، يعكف حالياً بالتنسيق مع قيادات المجمع، على تحديد القيمة الأثرية والمالية للكتب التي احترقت وحجم الخسائر الناجمة عن الحادث وتبعيات ما حدث.
وقال إبراهيم إنه يسعى حالياً لاستخراج تصريح من الجيش، لتمكين اللجنة الهندسية والأثرية من دخول المبنى الأثري، ومعاينة الخسائر، والتحرك بأمان بعيدا عن الطلقات النارية وأعمال العنف.