مـ الله الرحمن الرحيمـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ها
هي الأيام تطوي بعضها بعضاً وها هي الأشهر تتوالى علينا سراعاً لنقف جميعا
على مشارف شهر عظيم وموسم فضيل تهفوا النفوس لذكراه وتتلهف الأفئدة للقياه
فياله من شهر كريم ما أكثر فضله ومزاياه .. فاللهم بلغناه .
أيتها المباركه .. هذا رمضان الخير قد أطل علينا من جديد
وها هي نفحات السعادة انبعثت لتنشر بين جوانحنا فوح الطاعة
وأريج العمل الصالح علي قبل أن أبدأ الحديث هنا اتفق معك
قارئتي العزيزة أن رمضان موسما غير عاديا لأهل التجارة مع
الله تعالى , وذلك لعلمهم بفضيلة الشهر وعظيم مكانته , فهو
شهر جليل وعظيم ينبغي التعامل معه بخصوصية تامة ففيه
من الفضل ماهو معلوم . ومن نافلة القول ماهو معلوم لدى
كل مسلم ومسلمة أن رمضان تضاعفُ فيه الحسنات
, وفرصة جليلة لمحو الذنوب والخطايا
إن معرفة نعمة الله علينا هذا الشهر هو الذي يجدد النشاط في
النفس ويبعث العزيمة على الاستمرارية في العبادة والوفاء
بعهد الله
لكن من الشيء الملاحظ ان الناس في العادة ينشطون في
أيام رمضان الأولى لما يحسّون من التغيير ويجدون شيئاً
من لذة العبادة نتيجة الشعور بالتجديد في أول الشهر ثم ما ليبث
هذا الشعور أن يبدأ في الاضمحلال ، فنلاحظ الرتابة في
العشر الأواسط ونلحظ هدأ الرجل على بعض الصلوات في
المساجد خلافاً لما كان عليه
في أول الشهر، ونلاحظ نوعاً من القلة في قراءة القران في
وسط الشهر عما كان عليه في أوله،
لكن فكروا معي هل من الصحيح أن يحدث لدينا نوع من
التكاسل ونوع من الفتور في وسط هذا الشهر أمن أنه ينبغي
علينا استدراك ذلك ويجب علينا أن لا نخسر شيئاً من أيام
رمضان ولا نركن إلى شيء من البرود في أواسط هذا الشهر
ولعل من أسباب هذا أن بعض الناس يحسون بالعبادة في
أول الشهر فإذا مر عليهم فترة فإن عبادتهم تتحول إلى عادة
وشيء رتيب .
فما هي السبل لمنع هذا التحول كيف نمنع تحو ل عبادتنا عبادة
الصيام إلى عادة كيف نعيد اللذة والحيوية إلى هذه العبادة
ونحن في أواسط رمضان؟
أولاً:ينبغي أن نحقق التعبد في الصيام باستحضار
النية أثناء القيام به وأن العبد يصوم لرب العالمين، النية
لا بد أن تكون موجودة دائماً الصيام لله رب العالمين، والهدف
من هذا الامتناع "أي: الملذات" إرضاء رب العالمين(إنما
الاعمال بالنيات ) .
ثانياً:مما يمنع تحول صيامنا إلى عادة..أن نستمر في تذكر
الأجر في هذا الصيام وفضيلة العبادة في هذا الشهر
الكريم، تذكر دائماً ونعيد إلى الأذهان حديثه-صلى الله
عليه وسلم-(من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر
له متقدم من ذنبه، فما هو الشرط في هذه المغفرة؟إنه
الاحتساب في كل الشهر، ليس في أوّله فقط وإنما الاحتساب
شرط في حصول المغفرة الاحتساب في جميع أيام الشهر،
في أوله وفي وسطه وفي آخره فالمحتسب على الله في
الأجر يشعر بكل يوم وبكل صوم ويرجع دائماً إلى الله
سبحانه وتعالى يطلب:أن نتمعن في هذا الأجر العظيم الذي
يكون بغير اعتبار عدد معين، (كل عمل ابن آدم له كل
عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مئة
ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)الصيام سبب لتكفير
جميع الذنوب، المغفرة.
من الأسباب التي تمنع تحول هذه العبادة إلى عادة التأمل
فيها والوقوف على شيء من حكم الله
ثالثا تنويع العبادة في أيام الشهر صيام، قيام، قرآن،
إطعام، إنفاق، زكاة وصدقة، وصدقات..وهكذا تتنوع
العبادة، فيتجدد النشاط وتعود الحيوية، يا عباد الله
لا تفقدوا لذة مناجاتكم وعبادتكم لله في أي جزء من هذا
الشهر، وكذلك التعبير عن الابتهاج والتذكير في مجامع
الناس بعظمة هذا الشهر وحلاوة أيامه ولذة عبادته .
قارني حالك بما قبل الشهر وبما بعده لتعرفي عظمة هذا
الشهر..لتعرفي قيمة هذا الشهر قبل أن يفوت الأوان فلا تفدك
المعرفة.
تذكري طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي شهرنا مرة أخرى ، أشهر
طويلة عديدة مديدة ستبقى حتى يأتي الشهر مرة أخرى هذا التذكر
يبعث إلى ازدياد النشاط ومضاعفة العبادة وترك الكسل ونفض
الغبار والقيام لله رب العالمين
.
إن كثيرا من الناس يدعي أنه سيغتنم الشهر وأنه سيفعل كذا
وكذا من الطاعات , حتى إذا ما بلغه انفرط عقد تلك
العزائم , وتهاوت تلك القوى , ولكن من علم عظيم الأجر ,
وكثرة الثواب للطائعين , لاتضعف عنده تلك القوى , لأن
الثواب جليل القدر , عظيم الرفعة , يكفيه أن الله تعالى هو
المُكرم المنعم المتفضل . اضف الى ذلك قصر مدة رمضان
فهو - أيام معدودات - كما وصف الكريم المتعال . فلتكن لنا
عزيمة على المحافظة على الصلوات وأدائها مع الجماعة ,
وتؤدينها يا أمة الله في أول وقتها . لتكن لنا عزيمة على الإكثار
من النوافل من صلاة التروايح والسنن الرواتب وغيرها .
لتكن لنا عزيمة على ختم القرآن وتأمله وتدبره , والإنتفاع
بعظاته . لتكن لنا عزيمة صادقة على العمرة ولزوم
الذكر والإعتكاف والصدقة وغيرها من
القربات .
يارب ارزقنا توبة صادقه
وارزقنا العزيمه الصادقه .. يارب ........ اجعلنا من صوام وقوام شهرك وتقبل منا ياااعظيم
وصلّ يارب على خير خلقك المبعوث رحمه للعالمين
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين ..