يطلق الهاتف النقال الاشعة بترددات مختلفة, الامر الذي نعرفه جميعا, تكمن المشكلة في عدم معرفة حقيقة تاثير هذه الجوانب على خلايا الجسم.
يزداد ويتسع، بشكل كبير وباستمرار، استخدام الهواتف النقالة بحيث اصبحت الان جزءا لا يتجزا من الحياة اليومية بالنسبة الى اكثر من مليار انسان في مختلف انحاء العالم. ويزداد التخوف من التاثيرات الصحية السلبية الناجمة عن هذه الهواتف فور البدء باستخدامها, ولكن ليس هناك، حتى اليوم، اي دليل قاطع في اي من الاتجاهين. بالرغم من ذلك، نشر الدكتور رونالد هابرمان, رئيس معهد السرطان في جامعة بيتسبرغ, مؤخرا، تحذيرا صارما من مغبة الاكثار من استخدام الهواتف النقالة, ولا سيما بين الاطفال, الذين يقول عنهم انهم اكثر عرضة للخطر الكامن في استخدام هذه الهواتف، نظرا لمستوى نمو الدماغ لدى الطفل.
يسخن الهاتف النقال اثناء استعماله, ويمكن ان يشعر الجميع بذلك. كذلك، يطلق الهاتف النقال الاشعة بترددات مختلفة, الامر الذي يعرفه جميعنا, ولكن تكمن المشكلة في عدم معرفة اي احد حقيقة تاثير هذه الجوانب على خلايا الجسم. وقد فشلت الكثير من الدراسات الكبيرة والشاملة التي اجريت في مدن مختلفة, في اظهار العلاقة بين استخدام الهواتف النقالة وبين ازدياد خطر الاصابة بالامراض الخبيثة. وارتباطا بهذا الموضوع، تجدر الاشارة بوجه خاص الى الدراسة الكندية الكبيرة التي شملت اكثر من 700,000 شخص ممن استخدموا الهواتف النقالة بين السنوات 1982 حتى 1995.
ولم تثبت هذه الدراسة على نحو قاطع العلاقة بين استخدام الهاتف النقال وبين ازدياد احتمال الاصابة بسرطان الدماغ, الغدد اللعابية او ابيضاض الدم (اللوكيميا - leukemia). كما اجرى عدد من العلماء البريطانيين والالمان دراسة كبيرة, وقالوا انها لم تثبت، بوجه مؤكد، ان استخدام الهاتف النقال ينطوي على مخاطر صحية.
وقد نشرت دراسة في الولايات المتحدة الامريكية اظهرت نتائجها انه لا توجد، بشكل عام، علاقة بين استخدام الهاتف النقال وبين تطور سرطان الغدد اللعابية, حتى انه في المناطق التي لا يوجد فيها عدد كبير من الهوائيات (على سبيل المثال في المناطق الريفية) يمكن ان يزداد خطر الاصابة بهذا الورم. ومع هذا, يجب ان نتذكر ان غالبية الدراسات في هذا الموضوع تعتمد على استجواب المتحدثين, وتستند الى دقة تقييمهم اثناء المحادثة التي تكون قد اجريت قبل ذلك بخمس، او عشر، سنوات. هنالك احتمال بان الاشخاص الذين يعانون حاليا من الورم, لم يقيموا بشكل صحيح المدة الزمنية التي استغرقوها عندما كانوا يستخدمون الهاتف الخلوي بالقرب من اذانهم.
يعتمد التحذير الامريكي على الدراسة التي لم تنشر نتائجها بعد, وحتى بعد ان يتم نشرها ليس من الواضح ما اذا كانت هذه النتيجة قاطعة, اذ انه من اجل الحصول على نتيجة قاطعة, يجب اجراء دراسة مستقبلية, اي اخذ عدد كبير من السكان, والسماح لجزء منهم بالتحدث بالهاتف النقال كما يشاؤون, ومنع الجزء الاخر من التحدث به, ثم متابعة النتائج الصحية لمدة زمنية طويلة. ولكن ليس من المؤكد ان يتم تطبيق مثل هذه الدراسة, من حيث الميزانية, ومن حيث موافقة الاف الاشخاص بالتنازل عن رغبتهم باستخدام الهاتف النقال. وحتى لو وجد مثل هؤلاء الاشخاص, فمن الممكن ان يكونوا قد تجنبوا استخدام اشياء خطيرة اخرى, فيكون هذا هو السبب في قلة حالات السرطان لديهم.
اين الحل الوسط؟ لماذا يجب علينا اختيار كل شيء او لا شيء؟
بدون شك, فان الاستخدام الذكي لاجهزة الهواتف النقالة تمكننا من مواصلة الاستفادة والتمتع بما توفره هذه الهواتف مع التقليل، في المقابل، من مخاطرها الصحية.
فيما يلي بعض النصائح التي جمعناها لكم من مختصي الصحة:
تجنبوا استخدام الهاتف النقال بالقرب من الرضع في الاشهر الاولى من حياتهم (اذا كانت هنالك فعلا اضرار من الاشعة الكهرومغناطيسية, فمن المتوقع ان ينشا الضرر في المرحلة التي تتطور وتتنظم فيها الاعضاء).
اما بشان الاطفال الاكبر سنا, والذين يستطيعون استخدام الهاتف بانفسهم, فينصح بان يتم استخدامه لاجراء المكالمات الطارئة فقط.
ينبغي ابعاد الهاتف عن الراس قدر الامكان (اي استخدام مكبر الصوت او السماعات السلكية)، او حتى استخدام سماعة البلوتوث (اذا تم ذلك فينصح باستخدام السماعات اللاسلكية) لان الاشعة المنطلقة منها اقل بكثير من تلك المنطلقة من الهاتف النقال.
ينبغي تجنب استخدام الهاتف في الاماكن التي قد تصد جدرانها الاشعاعات, مثل المصعد, المركبات وغيرها.
يجب تجنب النوم بالقرب من الهاتف النقال.
يجب استخدام خطوط الهواتف الثابتة عند اجراء محادثات طويلة.
وبالاساس - لا تخافوا اكثر من اللازم!
منقول للافادة