توقعت الدكتور منى مكرم عبيد، عضو المجلس الاستشاري السابق، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ألا يسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة كاملة إلى الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، لحماية الدولة المدنية.
وأكدت عبيد، في تصريحات لجريدة الشرق الأوسط اللندنية أن المجلس العسكري ''سيحتفظ بحقه في الحفاظ على مدنية الدولة والحريات من خلال حماية صياغة الدستور المقبل''.
وأضاقت الدكتورة منى أن الدكتور مرسي ''يحتاج إلى مساندة القوى الليبرالية لتحقيق المصالحة الوطنية، بعد مرحلة الاستقطاب السياسي والديني الحاد.
وكشفت عبيد عن وجود حالة من الرعب والخوف في أوساط المسيحيين من سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم، إلا أنها طالبت المسيحيين بالصبر وإعطاء الإخوان فرصة، وقالت ''هناك إحساس عام لدى المسيحيين بعدم الراحة نجاه ما يجري في مصر، خاصة فيما يتعلق بالحريات الشخصية.
وأشارت إلى أن حالة الرعب والخوف هذه ليست قاصرة على المسيحيين فقط، إنا تشمل المسلمين أيضا.
وأعربت عبيد عن قلقها على مستقبل مصر خلال الفترة المقبلة، وعزت ذلك إلى عدم المعرفة اليقينية ما إذا كان الدكتور مرسي سوف يلتزم بوعوده الانتخابية أم لا، وقالت ''الالتزام بالوعود الانتخابية أمر صعب بعد الوصول للسلطة''.
كما أعربت عن مخاوفها من أن تؤدي ضغوطات التيارات الأكثر تشددا في حزب الحرية والعدالة أو ضغوطات الحسابات الحزبية الضيقة إلى عدم التزام الرئيس الجديد بوعود قطعها على نفسه.
وحول دور الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، قالت عبيد إن كل المؤشرات توحي بأن بديع سيكون له دورا في إدارة شؤون البلاد. وأضافت ''الكلام عائم وغير ملموس ولا يمكن الاقتناع به ببساطة''.
ونصحت الدكتور منى مكرم عبيد الدكتور محمد مرسي بالخروج الحقيقي من الإخوان وحزبهم، حتى يكون رئيسا لكل المصريين.
ولفتت إلى أن إعلان البعض ''الاصطفاف الوطني'' خلف مرسي الجمعة الماضية، ''لن يدوم ولا يعبر عن الشعب المصري''، لأنه اصطفاف تيار واحد فقط وبعض التيارات الاحتجاجية.
وأوضحت أن الرئيس المنتخب يحتاج لمساندة القوى الليبرالية لتحقيق المصالحة الوطنية، وقالت ''الدكتور مرسي لن يستطيع حكم مصر دون لم شمل القوى الليبرالية حوله كحل سحري لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة''.
وأشارت إلى أن حالة الاستقطاب الحاد بين أنصار الدولة المدينة والدينية دفعت آلاف المصريين إلى تأييد استمرار الحكم العسكري، بسبب خوفهم من الدولة الدينية وليس حبا في المجلس العسكري.
وتوقعت عبيد أن تكون العلاقات بين الرئيس والمؤسسة العسكرية ملغومة، وأن أول العراقيل بينهما ستكون مدى احترام مرسي للأحكام القضائية والإعلانات الدستورية. وقالت ''أرى الاستقطاب المقبل في مصر بين المجلس العسكري والإخوان''.