''إذا رأيتم رجل الدين يستميت على السلطة فلا تولوه'' هذه الحكمة قالها الشيخ محمد متولي الشعرواى رحمه الله, في محاولة منه لتوضيح الجوانب السلبية الناتجة عن تولى الإسلاميين للسلطة.والحقيقية أن أراء الشعراوى في كثير من الأحداث والمواقف كانت ملء السمع والبصر ولكننا أردنا أن نعرف بعض آراءه ومواقفه عما يحدث الآن فى مصر بعد الثورة خاصة موقفه من المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين.
مصراوى قام بإجراء حوار متخيل مع الشيخ الشعراوى والذي أكد فيه أن الثائر الحق لا يهدأ إلا بعد اقتلاع الفساد من جذوره كما طالب جماعة الإخوان المسلمين بان يتركوا السياسة ويتجهوا للدعوة الدينية, وإلى نص الحوار..
مصراوى: ما رأي فضيلتك في الأوضاع التي تعيشها مصر حاليا؟
الشيخ الشعراوى: مصر الآن تعيش في أوضاع أصعب من الماضي بكثير، فالوضع الأمني متدهور والاقتصاد ضعيف ولكن هذا شيء طبيعي فنحن بعد ثورة قامت لهدم الفساد ولا زالت أثار الفساد وبقاياه موجودة في كثير من مؤسسات الدولة, وهؤلاء الفاسدون يحاربون الثورة لا تنجح, ولا أحد ينكر أن هناك سلبيات للثورة ولكن هذه السلبيات لا تذكر مقارنة بالثورات التاريخية فالثورة الفرنسية مثلا حينما قامت سقط من أجلها أكثر من 750 ألف قتيل وكان عدد سكان فرنسا وقتها 7 ملايين ونصف أي سقط أكثر من 10% من المواطنين.
مصراوى: بعض وسائل الإعلام استخدمت رأيك في الثائر الحق حتى تجعل المصريين يتركوا المظاهرات ويعودوا لمنازلهم فما تعليقك؟
الشيخ الشعراوى: لقد قلت ذات مرة أثناء تفسيري لبعض الآيات القرآنية أن الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد, وبعض الإعلاميين استخدموا ذلك في تهدئة الناس وصرفهم عن التظاهر باعتبار أنني قلت لابد أن نهدأ ولكن في حقيقة الأمر فالهدوء يأتي بعد أن نقتلع الفساد من جذوره ونقضى على كل الفاسدين أتباع النظام السابق ونحاكمهم ونقتص لدماء الشهداء نفكر في الهدوء حتى نحقق أهداف ومطالب الثورة ونبنى مجتمعا متقدم.
مصراوى: وما رأيك في تشتت القوى الوطنية والسياسية؟
الشيخ الشعراوى: هذا شيء مقلق أن تتفرق القوى الوطنية والإسلامية إلى أحزاب وحركات وأنا أستغرب ذلك تمام فقد كانوا مجتمعين على كلمة واحدة خلال الـ 18 يوما قبل تنحى مبارك وظلوا مرابطين على موقفهم ولولا ثبوتهم هذا لما نجحت الثورة, وأقول لهم اتحدوا ولا تتركوا بعضكم أبدا فالحق سبحانه وتعالى يقول ''واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا''.
مصراوى: ماذا تقول للمجلس العسكري؟
الشيخ الشعراوى: أقول للمجلس العسكري سلم السلطة فورا للمدنيين وعد إلى ثكناتك فأنت جيش مصر ومن واجبك الدفاع عن الأرض والوطن وهذا مخاوفه أن يستولى عليها قوم يفتنون الناس في دينهم, والجهاد في سبيل الله كان فكرته في مقاومة من احتلوا الأرض فقط والقيم إن ضاعت فقد حق عليك الجهاد، وحماية الأوطان تابعة لحماية القيم وحين يوجد في الجيش هيئة لخلق الوجدان الديني يكون قد اجتمع للجيش قوتان قوة اللسان وقوة حجة السنان.
مصراوى: ما رأيك في اللجنة القضائية العليا للانتخابات الرئاسية؟
الشيخ الشعراوى: هذه اللجنة عليها كثير من علامات الاستفهام فبعض أعضائها متهمين بتزوير الانتخابات البرلمانية لعام 2005, كما أن كل أعضائها عينهم مبارك في مناصبهم, بالإضافة إلى أهم شيء أرفضه في عمل هذه اللجنة وهو أن المادة 28 من الإعلان الدستوري تحصن قرارات هذه اللجنة وتجعلها نافذة وغير قابلة للطعن, وهذا أكبر خطأ فهذه اللجنة بشر تصيب وتخطئ وقراراتها ليست قرأنا علينا فمن الوارد أن يحدث تزوير للانتخابات الرئاسية ولن نستطيع وقتها ان نطعن على التزوير بسبب المادة 28.
ما رأيك في مواقف جماعة الإخوان المسلمين منذ قيام الثورة وحتى الآن؟
الشيخ الشعراوى: الإخوان جماعة يمينية محافظة منذ نشأتها فهي تتجنب الصدام مع السلطات الحاكمة وترى أن منهجها الإصلاحي يتطلب عدم الاحتكاك مع السلطة, ولذلك لا يجب أن نلومها على مواقفها التي تعتبر سلبية تجاه مطالب الثورة وأهدافها, والإخوان لونوا الدين وتركوه من أجل السياسة وهذا خطأ فالدين حياة وليست لعبة سياسية, لقد كنت عضو بجماعة الإخوان المسلمين وأول وثيقة للجماعة كتبتها بخط يدي وكنت متحمساً لفكرة إنشاء الجماعة ونشر الدعوة الإسلامية والوحدة بين جموع المسلمين في البداية ولكن الإخوان لجأوا إلى الألاعيب السياسية، التي كنت أرفضها تماما مثل تشويه المسئولين بالدولة والشخصيات العامة حتى يخيرون الناس ما بين الانضمام إليهم وإلى آرائهم أو يكونوا من أعدائهم، فرفضت هذا الأسلوب وتركت الجماعة,
ولكنى أقول لهم عودوا إلى الدعوة إلى دين الله واتركوا السياسة لأهلها, وأقول للشعب المصري'' إذا رأيتم رجل الدين يستميت على المنصب فلا تولوه''.